التعامل مع الآخرين يعتبر التعامل مع الناس من أهمّ الأمور التي قد تلزم الإنسان في حياته، فأينما ذهب الإنسان سيقابل الآخرين، وسيحتكّ بهم، وسيترك في أذهناهم صورة مطبوعة قد يصعب تغييرها مع الزمن في الكثير من الأحيان.
إنّ التعامل مع مختلف الأشخاص ومن مختلف البيئات لا يتم بنفس الطريقة، فالطرق تتعدد وفقاً لتعدد الطبائع، والشخصيّات، والخلفيّات الثقافية، وهذا يفرض على الإنسان تغيير طرقه، وأساليبه، وتكتيكاته في كلّ مرّة، كما ويجب أيضاً أن لا يضيع أدنى فرصة لتحقيق فائدة جديدة، أو خبرة فريدة في فنون التعامل، وفيما يلي بعض النصائح التي قد تساعد على هذا الأمر.
فنّ التعامل مع الآخرين والتأثير فيهم - تفهُّم الأفعال، وردود الأفعال الصادرة عن الآخرين وفقاً لمشروطياتهم، ودوافعهم، وليس وفقاً لمشروطياتنا نحن، حيث يساعد ذلك على فتح قنوات التواصل والحوار بين مختلف الأفراد، بالإضافة إلى أنّ المذنب سيجد من يلجأ إليه إذا ما وقع في الخطيئة، ولو أنّ الله تعالى أغلق باب التوبة، والرجوع عن الخطاً، لأنتنت الأرض، وفاحت رائحتها من أخطاء البشر.
- الصدق، واحترام المواعيد، والتحلي بفضائل الأخلاق، ومعاملة الناس أحسن معاملة، فهذا ممّا يساعد الإنسان على بث الإيجابية بين من يتعامل معهم، والتأثير فيهم، خاصة عندما يتعلق الموضوع بنشر فكرة ما، أو تصحيح مفهوم خاطئ، ولنا في الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام خير قدوة في هذا الأمر.
- التقديم للآخرين، ووضع دفعة تحت الحساب -كما يقال-، فالاقتصار على انتظار الخير ممّن نتعامل معهم دون تقديمه لهم أولاً لهو ضربٌ من ضروب سوء التعامل مع الناس، وجهلٌ بهذا الفن العظيم، ونشرٌ للصورة السلبية عنا.
- قبل الإقدام على التعامل مع شخص جديد، أو فئة من الناس لم يسبق التعامل معها من قبل، فإنّه ينبغي الإحاطة بالعادات، والتقاليد، وما يجوز، وما لا يجوز وفقاً لأعراف من نحن مقدمون على التعامل معه، حيث يساعد ذلك على تجنّب الإحراجات التي قد تنتج عن الجهل بالثقافات، وبكل ما يخص الآخر.
- النزول إلى المستوى الثقافي لمن نتعامل معهم، فلا يجوز أن نخاطب الآخرين بلغة لا يفهمونها، إذ يعمل ذلك على إشعارهم بأنّ المخاطِب لهم متكبر، أو متعجرف، مما قد يسيء إلى هذا الشخص المخاطِب، ويجعله غير مؤثر فيهم، وغير قادر على استمالتهم نحوه.
- البدء عند الحديث مع الآخرين بالترحيب، والاستفسار عن الصحّة، والحال، والأحاديث العامة، وبعد أن تأخذ هذه الموضوعات وقتاً كافياً، يبدأ الحديث بالموضوع الرئيسي، فالإنسان يحب أن يشعر بإنسانيته، وأنه مقصود لذاته، وليس لمصلحة لا تُقضى إلا عنده.